فرنسا تحول مصانعها للعمل على النفط ، الفحم بدلا من الغاز

تعمل الشركات الفرنسية ذات الإستهلاك الكبير للطاقة على تسريع خطط الطوارئ والتحويل نحو النفط كبديل للغاز في إطار سعيها لتجنب أي إنقطاع في حال أدى أي إنخفاض إضافي في إمدادات الغاز الروسي إلى إنقطاع التيار الكهربائي.
قال العديد من كبار المسؤولين التنفيذيين، المجتمعين الأسبوع الحالي في مؤتمر للأعمال والإقتصاد في جنوب فرنسا، إنهم يستعدون لإنقطاع التيار الكهربائي المُحتمل.
قال فلوران مينيغو Florent Menegaux، رئيس شركة ميشلان Michelin، أكبر شركة إطارات في العالم :-
ما فعلناه هو أننا قمنا بتحويل معداتنا للعمل بالغاز أو النفط، ويمكننا حتى التحول إلى الفحم إذا أحتجنا إلى ذلك
الهدف هو تجنب الإضطرار إلى إغلاق مصنع في حال واجهنا نقصًا، على الرغم من إحتمال حدوث نقص في الغاز في أوروبا، إلا أن النفط سيظل متاحًا كبديل.
إن الأمر يستغرق أيامًا لبدء إنتاج الإطارات في المصنع، مما يجعل من الضروري الحفاظ على إمدادات ثابتة من الطاقة.
خفضت روسيا في حزيران / يونيو ٢٠٢٢، التدفقات عبر خط أنابيب نقل الغاز الشمالي – نورد ستريم ١، عبر بحر البلطيق، طريقها الرئيسي لشحن الغاز إلى أوروبا الغربية، إلى ٤٠ ٪ من طاقته.
يشعر السياسيون والصناعة بالقلق من أنه سيكون هنالك المزيد من قيود الإمداد المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.
في جميع أنحاء أوروبا، تلجأ الصناعة إلى وقود أكثر تلويثًا من الغاز لأنه يعطي الأسبقية لمعالجة التكلفة التي يتكبدها الإقتصاد من تعطل الأعمال وإرتفاع أسعار الطاقة، بدلاً من الأهداف طويلة الأجل للتحول إلى وقود خالٍ من ثاني أوكسيد الكاربون.
قال وزير المالية الفرنسي، برونو لومير Bruno Le Maire، لكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات الذين حضروا المؤتمر، إنه سيكون من غير المسؤول عدم الإستعداد لحصول نقص.
وقال لهم، دعونا نستعد لإنقطاع الغاز الروسي، اليوم هذا هو الوضع الأكثر إحتمالا.
تعتمد فرنسا على الطاقة النووية بنسبة ٧٠ ٪ من إحتياجاتها من الكهرباء، مما يعني أنها أقل إعتمادًا بشكل مباشر على الغاز الروسي من ألمانيا المجاورة.
مع ذلك، فإن شركة إنتاج الكهرباء التي تسيطر عليها الدولة EDF تعاني لتلبية إحتياجات فرنسا بسبب الإنقطاعات في محطات الطاقة القديمة، مما يزيد الضغط على بقية قطاع الطاقة.
توقف إنتاج الطاقة في ٢٩ من مفاعلاتها النووية البالغ عددها ٥٦ بسبب عمليات التفتيش والإصلاح.
تقوم الحكومة الفرنسية بالتحقق من شركة تلو الأخرى التي تعتمد على إمدادات الطاقة غير المنقطعة.
كما سعت إلى تقليل تأثير إرتفاع أسعار الطاقة من خلال وضع حد لأسعار التجزئة للغاز والطاقة حتى نهاية العام، مما ساعد على إبقاء التضخم الفرنسي من بين أدنى المعدلات في أوروبا.
قال رئيس مجلس إدارة شركة صناعية كبيرة لوكالة رويترز، إنه يعتقد أن جميع الشركات الكبرى تتطلع إلى التحول إلى النفط.
قال الرئيس التنفيذي لشركة Stellantis للسيارات، إنه يزن الخيارات لإنتاج الطاقة الخاصة به في حالة حدوث أزمة طاقة، حسبما قال الرئيس التنفيذي كارلوس تافاريس Carlos Tavares في مصنع فرنسي الشهر الماضي.
تشمل هذه بناء مصنع الطاقة الخاص بها أو الإستثمار في محطة موجودة لتأمين جزء من الإنتاج.
صرح وزير الطاقة البولندي السابق ميشال كورتيكا Michal Kurtyka، الذي تعتمد بلاده على الفحم في ٧٠ ٪ من طاقتها، للمسؤولين التنفيذيين في المؤتمر أن أوروبا تتجه نحو وضع شديد جداً هذا الشتاء.






